الكثير منا شاهد مباراة كأس الدرع الخيرية التي أُقيمت بين مانشستر يونايتد و تشيلسي, وعلى الرغم من كونها بداية الموسم توقع الجميع أن تكون مباراة مفعمة بالمتعة والإثارة, كونها - ببساطة شديدة - مباراة بين أقوى طرفين هجوميين و دفاعيين في أقوى دوريات العالم منافسةً, وهو الدوري الإنجليزي.
ومن كان متابعا للدوري الإنجليزي والكأس العام الماضي وشاهد وابل الأهداف التي أحرزتها كتيبة البلوز, وشاهد أيضا تشيلسي تعدو بقوة نحو إحراز اللقب مطيحة بالثلاثة الكبار - مانشستر يونايتد و ليفربول و أرسنال - في ملعبها وخارجه, لم يكن ليضع أدنى شك في ترجيح كفة تشيلسي عن كفة الشياطين الحمر, خاصةً إن بحث قليلاً في تاريخ هذه الكأس ووجد أن تشيلسي قد توجت بها على حساب مانشستر يونايتد العام الماضي.
ولكن, حدث ما يفوق كل التوقعات, تخسر تشيلسي في أداء هزلي من البلوز وأداء مفاجيء من المان يونايتد بثلاثية مقابل هدف وحيد جاء من متابعة لتسديدة, ولو كان فان دير سار أسرع بكسر من الثانية لإستطاع إنقاذ الهدف, وشهدت أيضا خروج واين روني بعد الشوط الأول بعد أداء أكثر من رائع, ولو إستمر لما إكتفى المان يونايتد بالثلاثية, ونزول بيرباتوف صاحب علامات الإستفهام الكثيرة التي هددت بقاءه ضمن صفوف الشياطين الحمر.
ماحدث يفوق التوقعات ليس فقط لكون تشيلسي صاحبة اليد الأعلى في المباريات الأخيرة, بل لوجود صناع الفوارق لديها بشكل يرجحها عن مانشستر يونايتد الذي أصبح - بإعتراف دارين فليتشر - يذوق طعم الفوز القبيح منذ رحيل الساحر كريستيانو رونالدو, و أيضا لكون تشيلسي ثاني أكثر نادي -بعد برشلونة الإسباني- ضماً للاعبين شاركوا في كأس العالم في نسخته الأخيرة في جنوب إفريقيا.
بمنتهى العقلانية, ماذا فعل السير أليكس فيرجسون ليقلب الطاولة على كل المخمنين وكل جماهير البلوز؟
الإجابة بسيطة وهي: الإنتقالات.
لاحظنا في الموسم الماضي مدى إحتياج المان يونايتد لرأس الحربة الهداف في غياب واين روني, وكم عانى المان يونايتد في غيابه من رعونة أداء بيرباتوف, ومن قلة خبرة فريدريكو ماكيدا. فكان من المنطقي شغل هذا الفراغ بقدوم رأس حربة مميز, وهو خافيير هيرنانديز (تشيكاريتو), ومع علو مستوى ماكيدا وعودة مايكل أوين ووجود بيرباتوف على أن يقوم بنفس دور أحمد جعفر مع الزمالك - خلق الفرص للتهديف -, يصبح لدى المان يونايتد كتيبة هجومية مخيفة محلقة بأجنحة لويس ناني وجي سونج بارك و أنطونيو فالنسيا.
لم يبرم المان يونايتد صفقة واحدة لا علاقة لها بمركز رأس الحربة, بخلاف عودة كليفيرلي من الإعارة.
السير أليكس فيرجسون دائما نراه يصنع النجوم ولا يحصل عليهم على طبق من فضة. فمن تابع تاريخ المان يونايتد في العقد الأخير يجد أن فيرجسون يراهن على عناصر شابة ويصنع منها نجوما. وخير مثال اللاعب كريستيانو رونالدو, ومن يريد التأكد فعليه البحث في متوسط أعمار كتيبة الشياطين الحمر, أو يعد على أصابعه عدد النجوم الخارقين صناع الفوارق أمثال كاكا و ميسي ورونالدو وروبن وغيرهم.
حالة مانشستر يونايتد شبيهة تماما بحالة الأهلي الموسم الماضي, لم توجد أية مشاكل من أي مركز إلا مركز المهاجم الهداف في غياب عماد متعب. ولا داعي أن نخوض في كم أصاب فرانسيس الكثير من الأهلوية بالتعب في الرأس من أدائه تحت المتواضع. لكن الفرق أن الأهلي جرى باحثا عن أسماء ثقيلة, دون النظر إلى إحتياجات الفريق.
بعيدا عن صفقة محمد ناجي جدو التي في نظري صفقة مفيدة للأهلي, هل محمد غدار هو المهاجم الذي يمكن القيام بدور عماد متعب في الأهلي في ظل وجود عمرو زكي وأبو كونيه في الزمالك؟ هل أقنع فرانسيس حسام البدري لتلك الدرجة للإبقاء عليه لموسم اَخر؟ هل لم يلاحظ حسام البدري طيلة الموسم الماضي أن محمد طلعت لاعب في صفوف الأهلي, وأنه حتى إن لم يكن على مستوى عماد متعب فهو بكل تأكيد أعلى كثيرا من فرانسيس وفضل؟ وبعيدا عن رأس الحربة, هل يوجد بديلا مميزا يحل محل سيد معوض ويبرر رحيل جيلبرتو؟
هنيئا للأهلي بصفقاته, بالتأكيد ستكون مفيدة للفريق, ولكن على الأهلي الحصول على مهاجم مخضرم في إنتقالات يناير, هذا إذا أرادت الإدارة الفنية لأهلي 2006 وأهلي اليابان أن يعود.